إياك أن تشكر "تشات جي بي تي"
Photo by Courtney Hedger on Unsplash
في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع تزايد استخدام تطبيقات مثل "تشات جي بي تي"، يتزايد النقاش حول كيفية تفاعلنا مع هذه الأنظمة. فهل من المناسب أن نشكر "تشات جي بي تي" كما نشكر الأصدقاء أو الزملاء؟ هذا السؤال يحمل في طياته الكثير من التعقيد.
اللغة والعلاقات الإنسانية
الشكر هو لغة رابطة وفن إنساني لا نريد أن ننساه. كلمة "شكراً" قد تكفي لبدء علاقة أو لإنهاء خصومة أو لصنع جسر بين غرباء. لكن، ماذا يعني أن نشكر "تشات جي بي تي" كما لو كان إنساناً أو صديقاً؟ نحن مخلوقات تميل إلى تشخيص الأشياء، نتعامل مع البرامج وكأنها كائنات، لأننا لا نريد أن نصبح آليين مثلها.
التكلفة البيئية لاستخدام الذكاء الاصطناعي
المشكلة البسيطة هنا هي أن هذه اللباقة الرقمية مكلفة. فقد سُئل سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، عن الخسائر والتكاليف الناتجة عن قول الناس "من فضلك" و"شكراً". وكانت إجابته صادمة: هذه المجاملات تكلف الشركة عشرات الملايين من الدولارات سنوياً.
تكاليف الطاقة
تستخدم برامج الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" نماذج لغوية كبيرة موجودة في مراكز البيانات. تشغيل هذه المراكز يحتاج إلى كميات ضخمة من الكهرباء، والتي تمثل 2% من استهلاك الكهرباء العالمي. لتوضيح الأمر، توليد رد واحد مكتوب باستخدام الذكاء الاصطناعي يعادل تشغيل 14 مصباح LED لمدة ساعة كاملة.
استهلاك المياه
إضافة إلى ذلك، هناك استهلاك للمياه لتبريد الخوادم اللازمة لتوليد البيانات. على سبيل المثال، مئة كلمة من "تشات جي بي تي" تحتاج إلى ثلاث زجاجات من المياه. كلمة بسيطة مثل "أهلاً وسهلاً" تتطلب من 40 إلى 50 ملليمتراً من المياه للتبريد.
الختام
في النهاية، يجب علينا أن نفكر في كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا. هل ينبغي لنا أن نشكر "تشات جي بي تي" أم أن ذلك يعكس ضعفاً في فهمنا لطبيعة الذكاء الاصطناعي؟ إن تأثير هذه المجاملات قد يكون أكبر مما نتخيل، ليس فقط على مستوى الطاقة والمياه، بل أيضاً على مستوى كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا في المستقبل.