حرب الأيام السبعة التي أجبرت أوكرانيا على الاستسلام
في 28 فبراير الماضي، شهدنا حادثة مثيرة عندما أهان الرئيس الأمريكي ترامب رئيس أوكرانيا زيلينسكي وطرده من البيت الأبيض. بعد أربعة أيام من هذا الاجتماع، تفاجأت القوات الأوكرانية بانقطاع خطوط الاتصال مع مراكز القيادة. هذا الانقطاع المفاجئ شمل أيضًا أنظمة توجيه الطائرات المسيرة، بحيث فقدت القوات الأوكرانية القدرة على توجيه معظم أنظمتها الصاروخية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل حتى شبكة الإنترنت الأمريكية "ستارلينك" التي توفرها شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك تعطلت. نتيجة لذلك، استطاعت القوات الروسية التحرك بسرعة واستعادة 86% من إقليم كورسك الذي كانت أوكرانيا قد احتلته في السابق.
تساؤلات عديدة تطرح هنا: ما الذي حدث لكي تتعطل جميع أنظمة الأسلحة الأوكرانية في نفس التوقيت؟ ولماذا قرر زيلينسكي إنهاء الحرب بدون أي شروط رغم استمرار الضغوط من روسيا؟
في الاجتماع الذي تم بين ترامب وزيلينسكي، أثيرت فكرة تقديم المعادن النادرة في أوكرانيا مقابل الحصول على دعم عسكري أمريكي. ومع ذلك، كان زيلينسكي قد عرض شروطًا خاصة للتعاون في الموارد الرئيسية، مشددًا على ضرورة حمايته من روسيا وإيران.
تحتفظ أوكرانيا باحتياطيات ضخمة من المعادن، بما في ذلك الليثيوم والتيتانيوم، والتي تقدر قيمتها بعشرات التريليونات من الدولارات. لكن مع تقدم القوات الروسية، بدأت هذه الثروات تتعرض للخطر.
مصطفى نايم، الرئيس السابق لوكالة الدولة الأوكرانية للترميم وتطوير البنية التحتية، اعتبر أن السيطرة على الموارد المعدنية أصبحت جزءًا من الحرب. وبهذا، فإن كييف تقاتل من أجل حقها في إدارة ثرواتها الاستراتيجية.
تصريحات ترامب حول إنهاء الحرب بسرعة كانت مثيرة للاهتمام، لكنه أشار إلى أنه قد أجرى محادثات جدية مع روسيا حول هذا الشأن. ومع ذلك، فإن اقتراحه حول المعادن النادرة كان يثير حفيظة كييف.
في اليوم السابع منذ انقطاع المساعدات، اتصل زيلينسكي بترامب وأعلن موافقته على إنهاء الحرب بدون شروط. هذا القرار جاء بعد أن أدركت أوكرانيا أن دعم حلف الناتو لم يعد كافيًا.
الواقع أن هذا الأسبوع كان كافيًا لكشف ضعف الناتو والاتحاد الأوروبي في مواجهة التحديات، حيث استسلمت أوكرانيا في ظل غياب الدعم الفعال. وفي الوقت الذي كانت فيه أوكرانيا تحاول الدفاع عن أراضيها، كانت تفتقر إلى الدعم العسكري اللازم.
وبعد استسلام زيلينسكي، جاء بوتين ليضع شروطه، بما في ذلك عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو وإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا. وعلى الرغم من ذلك، فإن أوكرانيا عادت مرة أخرى لتقديم شروط جديدة حول المعادن النادرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأحداث تعكس طبيعة العلاقات الدولية وكيف يمكن أن تؤثر المصالح الاقتصادية على القرارات السياسية. إذ أن مستقبل أوكرانيا الآن يعتمد على ما ستؤول إليه العلاقات بين ترامب وبوتين.
في النهاية، تظل تساؤلات عديدة حول كيف يمكن لأوكرانيا أن تستعيد قوتها وتواجه التحديات المستقبلية في ظل هذا الوضع المعقد.
Made with rauya24 using حرب الأيام السبعة التى أجبرت اوكـ ـرانيا على الاستسلام